دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب

دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب :

بعد أن نزل الشيخ محمد في حريملاء , بدأ يدعو الناس إلى العودة إلى الإسلام الصحيح بتعليمهم معنى كلمة (( لا إله إلا الله )) التي تعني إخلاص العبادة لله وحده وترك عبادة ما سواه , وقد تبعه أناس وعارضه آخرون , وألف خلال تلك الفترة كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد , ولما تحولت معارضة أعدائه إلى الترصد له للفتك به , غادر حريملا إلى العُيينة.

تطبيق الدعوة في العُيينة :

عندما وصل الشيخ محمد إلى العُيينة , عرض دعوته على أميرها عثمان بن معمر , فاستجاب له , ثم أخذ الشيخ يطبق مبادئ دعوته عمليًّا , فقام بهدم الأبنية والقباب المقامة على القبور , كما قطع الأشجار التي يعظمها عوام الناس , وأقام حدود الشرع على العصاة والمذنبين.

ولم تمض على إقامته في العُيينة مدة حتى كثر أتباعه ومؤيدوه , فشاع أمره , وانتشر خبره , وهنا ظهر الحساد من الرؤساء و الأمراء والعلماء والعامة, فقاموا بالشكوى إلى أمير الأحساء سليمان بن عريعر الذي كان له نفوذ سياسي و اقتصادي على أمير العُيينة , فطلب أمير الأحساء من أمير العُيينة أن يتخلص من الشيخ , وإلا فإنه سوف يقطع عن العُيينة المعونات الاقتصادية , فعرض أمير العُيينة على الشيخ ما طلبه منه أمير الأحساء , ولذلك قرر الشيخ مغادرة العُيينة إلى بلدة الدرعية.

انتقال الشيخ محمد إلى الدرعية :

عندما وصل الشيخ محمد إلى الدرعية نزل في ضيافو ابن سويلم ( أحد تلاميذ الشيخ محمد ) , وعندما علم به الامير محمد بن سعود رحب به وقال له :(( أبشر ببلاد خير من بلادك , وأبشر بالعز والمنعة )) , فأجابه الشيخ محمد بقوله :(( وأنا أبشرك بالعز والتمكين , والنصر المبين , وهذه كلمة لا إله إلا الله من تمسك بها , عمل بها  ونصرها ملك بها البلاد والعباد , وهي كلمة التوحيد , وأول ما دعت إليه الرسل من اولهم إلى آخرهم )) .