وضع الدولة قبل الدولة السعودية

كانت شبه الجزيرة العربية تعاني من تفكك سياسي وضعف في الجانب الديني بسبب انتشار عدد من المخالفات الشرعية , ولذلك كانت بحاجة إلى إصلاح شامل فهيأ الله سبحانه ظهور الدعوة الإصلاحية وما أعقبها من وحدة شاملة لأغلب نواحي شبه الجزيرة العربية , مما كان له بالغ الأثر في إصلاح الأوضاع في البلاد . 

الحالة السياسية :

كانت شبه الجزيرة العربية قبل قيام الحكم السعودي خاضعة في بعض جهاتها لنفود الدولة العثمانية , وهذه النفوذ متفاوتة على حسب أهميته السياسية أو الدينية أو الإقتصادية وذلك على النحو التالي :

أولاً : غربي البلاد ( الحجاز ) :

عندما استولى السلطان العثماني سليم الأول على مصر سنة (923 هـ ), أعلن الشريف أبو النمي حاكم الحجاز تبعيته للدولة العثمانية سلمًا , فاهتم العثمانيون بالحجاز لمكانته الدينية , و حموه من خطر البرتغاليين على الحرمين الشريفين . 

ثانيًا : وسط البلاد :

ويشمل هضبة نجد , وهي بالنسبة للدولة العثمانية لا تتمتع بأهمية استراتيجية أو اقتصاديو آنذاك . ولهذا لم تخضع لحكم الدولة العثمانية المباشر , بل ساد فيها نظام الحكم الأسري مثل : آل معمر في العيينة , آل سعود في الدرعية , دهام بن دواس في الرياض , و آل زامل في الدلم . 

كما كثرت المنازعات بين الأسر الحاكمة من جهة , وبينها وبين سكان البادية من جهة أخرى . 

ثالثًا : شرق البلاد :

و تضم بلاد الأحساء و القطيف و أجزاء من المناطق الساحلية على الخليج العربي , وكانت قبل الحكم السعودي خاضعة لحكم آل حميد زعماء بني خالد .

رابعًا : جنوب غربي البلاد :

ينقسم إلى قسمين رئيسيين هما : 

* المخلاف السليماني ( جازان ) : وكان يخضع لنفوذ أشراف الحجاز .

* نجران : وكان يخضع لقبائله اليامية .

الحالة الدينية :

بلادنا في ذلك الوقت لم تخل من بعض البدع المخلة , و الشركيات الظاهرة مثل : بناء القباب على القبور و التوسل بأصحابها لجلب المصالح أو دفع المضار . 

وهكذا يتضح أن بلادنا كانت بحاجة ماسة إلى دعوة إصلاحية تجديدية تعيد للدين صفاءه ونقاءه , وتحقق وحدة سياسية تحت راية واحدة تجمع شملها وتلم شتاتها .